شبكة موقع.نت™
التقنية, عالمٌ بلا حدود

عملة ليبرا الرقمية تثير القلق من قبل المنظمين العالميين

فيسبوك كشفت عن العملة الرقمية الجديدة في مطلع يونيو من العام الماضي

0 464

عملة ليبرا هي عملة رقمية تم الكشف عنها من قبل عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك في حزيران/ يونيو الماضي، و ستسمح العملة الرقمية الجديدة بإرسال الأموال في جميع أنحاء العالم بنفس سهولة إرسال صورة أو نص، وسيتم دعمها بسلة من العملات التقليدية بنسبة 1:1 كاحتياطى لها، وهذا سيجعلها مختلفة تمامًا عن العملات الرقمية الأخرى مثل البيتكوين و إثير والتي تشتهر بتقلباتها العالية في أسعارها.

أنشأت شركة فيسبوك شركة فرعية جديدة تسمى Calibra والتي ستقوم بإنشاء محفظة رقمية للمستخدمين لتخزين وتبادل رموز ليبرا، كما أنها ستساعد فيسبوك على الاستفادة القصوى من العملة الافتراضية، وتم تكليف “ديفيد ماركوس” بقيادة تلك الشركة.

وعلى الرغم من أن ردود فعل الدول الكبرى كان شرسة تجاه عملة ليبرا إلا أن بعض الدول قد لا تشعر بالقلق تجاه هذا المشروع خاصة الأسواق الناشئة التي قد تكون أكثر انفتاحًا على العملة المقترحة ليبرا، نظرًا لأن اقتصاداتها تعتمد اعتماد كبير على الدولار الأمريكي، كما أن سياستها النقدية مقيدة بالدولار.

قبل ظهور عملة الليبرا بفترة قليلة أثار محافظ البنك المركزي البريطاني “مارك كارني” فكرة وجود عملة افتراضية عالمية تحل محل الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في العالم، وقال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي إن مثل هذه العملة يمكن أن تساعد في توفير التوازن للنظام المالى خلال فترات عدم اليقين.

القلق يساور صانعي السياسة النقدية العالمية

لقد ضاعف صانعو السياسة النقدية في جميع أنحاء العالم من الضغط على العملة الرقمية التي أدخلتها شركة فيسبوك، حيث تتزايد المخاوف من احتمال تعطل النظام المالى العالمى بشدة، كما أنها مصدر قلق للبعض بسبب منافستها مع العملات السيادية مثل الدولار الأمريكي. وقد حذر عضو في إدارة البنك المركزى الأوروبى من أن العملات الرقمية مثل الليبرا يمكن أن تتحدى سيادة الدولار الأمريكي، كما انتقد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بشدة ليبرا قائلًا أنها ضعيفة وأن العملة الحقيقية الوحيدة في الولايات المتحدة هي الدولار الأمريكي.

يبدو أنه موضوع مستمر من جانب عدد من المنظمين والمشرعين الذين يخشون أن تتنافس عملة ليبرا مع العملات الحكومية، فقد نالت انتقادًا لاذعًا من كل من وزراء المالية في فرنسا وألمانيا قائلين إن مخطط فيسبوك للعملة فشل في معالجة المخاطر الرئيسية المتعلقة بالأمن المالي وحماية المستثمرين وقوانين مكافحة غسيل الأموال.

كما أن منتقدى العملة ربطوا عملة الليبرا بفضائح شركة فيسبوك في العام الماضى، حيث تجددت الأسئلة حول خصوصية البيانات، وقد عبرت هيئات مراقبة الخصوصية العالمية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن قلقها بشأن قلة تعامل فيسبوك مع كيفية حماية معلومات المستخدم باستخدام عملة الليبرا.

ما رد فيسبوك على منتقديها؟

يقول المسؤول التنفيذي عن جمعية ليبرا “ديفيد ماركوس” إن عملة ليبرا لن تهدد سيادة الدول عندما يتعلق الأمر بالمال، كما أنه سيتم ربطها بسلة من العملات مثل الدولار الأمريكي وذلك للحفاظ على قيمة مستقرة، والهدف الرئيسي منها هو السماح للناس بنقل الأموال في جميع أنحاء العالم بسهولة، بالنسبة للخصوصية قالت “دانتىديسبارت” من جمعية ليبرا إن المنظمة ملتزمة بحماية بيانات الأشخاص.

في الواقع، إن حوار فيسبوك وردودها على المنظمين العالميين هي محاولة لتهدئة مخاوفهم بشأن عملتها الرقمية قبل الإطلاق المخطط له في عام 2020.

يقول خبراء صناعة التشفير إنه على الرغم من الردود العنيفة ضد ليبرا فإنه يظهر أن السلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم قد تضطر إلى إلقاء نظرة جادة على العملات المشفرة.