شبكة موقع.نت™
التقنية, عالمٌ بلا حدود

صراع التربع على عرش التقنية

1 406

قبل حوالي ثلاثة أشهر تقريباً، قامت آبل بالاستحواذ على شركة بيتس أوديو، في صفقة تعتبر الأكبر في تاريخ الشركة، حيث بلغت قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار، مما أشعل روح الحماس لدى محبي أبل، وأثار تشوقهم لما سيروه من منتجات أبل القادمة.

apple-beats-image01-resize

في حين أني أعتقد أنها مجرد صفقة صغيرة لن يكون لها أي تأثير كبير على أبل، ما يذكرني بالصفقة التي تمت بينها وبين شركة IBM قبل أسابيع قليلة، والتي في اعتقادي الشخصي ستضيف الكثير لآبل، لكنها لم تلاقي صدًى كبير كصفقة الاستحواذ على بيتس.

لأنه وبصراحة في هذه الأيام، تحولت الأجهزة الذكية إلى كونها مجرد ألعاب مليئة بالكثير من بالمزايا والخصائص، تُعد فقط للتباهي بها، والتي أعتبرها سخيفة في نظري، وصار التركيز أكثر على صناعة الهواتف الذكية وتسويقها وبيعها بدلاً من التركيز على الأغراض الأساسية التي صُنعت من أجلها.

لنعد إلى شركة IBM .. IBM كانت وما زالت من كبرى الشركات في مجال تقنية المعلومات، وواجهت مؤخراً انخفاضاً طفيف في السوق، مثلها مثل مايكروسوفت وكبرى الشركات الأخرى.

حدة المنافسة بين مايكروسوفت و أبل و IBM كانت قوية جداً في مجال تقنية المعلومات، وامتدت لما يقارب الأربعة عقود، إلا أن النقطة الفاصلة كانت بين عامي 2005-2006، بداية ثورة الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، حيث قررت كل من مايكروسوفت و IBM أن الحواسيب لا يمكن أبداً أن تستبدل بالهواتف في يوم من الأيام، والذي أعتقد (من وجهة نظري الشخصية) أنه قرار حقاً غبي من شركات كبرى لها اسم ووزن كمايكروسوفت و IBM.

أبل كانت الرابح الوحيد من هذه المنافسة، حيث قدمت في العام 2007 أول هاتف آيفون، مما المهّد الطريق حينها لبقية الشركات للمنافسة في هذا المجال، ونمو الهواتف الذكية حينها إلى أن وصلت لما هي عليه اليوم.

only-starter-iphone-jobs-pic-131004

أبل لم تركز بشكل كبير في جوانب العتاد وواجهة الاستخدام، ما كان بمثابة نقطة ضعف استغلتها لاحقاً بقية الشركات كسامسونج و HTC للوصول إلى القمة في وقتٍ وجيز.

صبت أبل اهتمامها وتركيزها على الأساسيات، حيث كان شعارها دائماً “اجعله بسيطاً، ولكن مفيد” .. هذا هو ما تعنيه أبل، “الانتاجية” .. وهذ ما جعل من نظام iOS يحقق كل هذه النجاحات، كأفضل نظام تشغيل للهواتف الذكية حينها.

نأتي الآن لسامسونج، والتي دخلت عالم الهواتف والأجهزة الذكية بجنون، بتقديمها لهواتف ذات مواصفات عالية اعتبرها البعض ضرباً من الخيال في ذلك الوقت، ما جعلها تحقق نجاحاً سريع وتصبح من أبرز اللاعبين في فترة زمنية وجيزة.

samsung-galaxy-s-series-wallpaper

المشكلة كانت في النواحي البرمجية حينها، في ذلك الوقت، جوجل كانت تعمل على تطوير نظام الأندرويد، لذلك قامت سامسونج بالتعاون معها لتزويد أجهزتها بنظام التشغيل، والتي كانت خطوة ناجحة، أتت أُكلها للأسباب الآتية:-

  1. نظام أندرويد مجاني ومفتوح المصدر.
  2. قابلية التخصيص التي يمتاز بها نظام الأندرويد.
  3. الطلب والاقبال الهائل عليه.

أندرويد وفي أولى بداياته (Asteroid, Bento, Cupcake, و Doughnut) ربما كان محبطا بعض الشيء، لكن بدءاً من إصدارات “Eclair” و “Froyo” حينها بدأ يتطور في المسار الصحيح، وعندما أطلقت جوجل إصدار “Gingerbread” للهواتف الذكية وإصدار “Honeycomb” للأجهزة اللوحية، حينها أصبحت سامسونج منافسا قوياً ﻵبل، ما شجع كل منهما للبدء بإنتاج أجهزة إبداعية، وصار التركيز على جانب “الابتكار” أكثر من جانب “الإنتاجية” … ومع ظهور إصدار “Ice cream Sandwich” من أندرويد، سامسونج بدأت بالزحف بخطى واعدة نحو التربع على عرش التقنية.

Android- Cupcake to Kitkat Journey

عند إطلاق جوجل لإصدار “جيلي بين” من أندرويد، كان أكثر إصدار ينتظره عشاق الأجهزة الذكية، ,لكن كان خطأ فادح من سامسونج أن تضيّع فرصة التربع على العرش، دعونا نرى لماذا؟

  • أولاً مواصفات العتاد، هاتف Galaxy S2 على سبيل المثال، والذي كان هاتف العام 2010، مطيحاً بـ Apple وآخذاً التاج منها، قدم مواصفات رائعة في ذلك الحين، ومع مرور الوقت، أصبح العتاد أكثر تقدماً.
  • ثانياً أن الأجهزة في ذلك الوقت كانت أسعارها في متناول الجميع تقريباً.
  • وأخيراً جذبت انتباه وسائط الإعلام.

إلا أن سامسونج لم تستغل تلك الفرص حينها.

مع قدوم العام 2012 أصبح العتاد أكثر تقدماً من النواحي البرمجية، لنـأخذ هاتف النوت 3 على سبيل المثال، فهو يقدم 3 جيجابايت من ذاكرة لوصول العشوائي، لكن مع ذلك، نجد أن النظام وحده يستهلك أكثر من 1.2 جيجابايت، في حين لو أخذنا الآيفون 4 نجد أنه يقدم 512 ميجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي، يستهلك منها النظام حوال 135 ميجابايت فقط .. هذا هو انسجام الرمجيات مع العتاد.

حاولت سامسونج إصلاح هذه المشكلة، حيث قامت بتطوير نظام التشغيل Bada، لكن لاقى المشروع فشلاً ولم يستمر لفترة طويلة، ومؤخراً أطلقت نظام التشغيل الوليد Tizen والذي يبدو أنه يسير بخطًى واعدة نحو القمة، مقارنة مع نظام Bada.

في تلك الأثناء، أبل أدركت أنها بدأت تخسر المنافسة، لذلك أعادت النظر في الجوانب التي أدت إلى فقدانها شيئاً من بريقها، وهي:

  • واجهة المستخدم
  • مواصفات العتاد

وفي محاولة غير مألوفة، قدمت أبل في العام 2011 هاتف الآيفون 5 مع شاشة أكبر، والتي كانت خطوة مثالية من آبل، ومع إطلاق هاتف أيفون 5 إس قدمت آبل لأول مرة خاصية البصمة Touch ID، والتي كانت ضربة قوية لبقية المنافسين، استرجعت أبل حينها محبيها المخلصين واستعادت بريقها وتألقها مرة أخرى، وأبقت على العرش مرة أخرى لنفسها.

iphone5s

نحن الآن على بعد اسبوعين من مؤتمر IFA 2014 الذي سيشهد إطلاق سامسونج لهاتفها Galaxy Note 4، الذي تعلق عليه كثير من الآمال بعد الإس 5، وأيضاً سوني التي ستقدم لنا الهاتف Xperia Z3، بلإضافة إلى كبرى الشركات الأخرى .. وبعدها باسبوع سيكون مؤتمر أبل الثاني لهذا العام، والذي ستقدم لنا فيه الجيل الجديد كلياً من سلسلة هواتف الآيفون.

سبتمبر سيكون شهراً مليء بالمفاجآت، والمنافسة ستكون في أوجها لبلوغ عرش التقنية، فيا ترى من سيأخذ التاج؟